ميتا تُدخل الحضارة المصرية إلى عالم الذكاء الاصطناعي: كيف استغل مارك زوكربيرج سحر الفراعنة للترويج لخدمة

ميتا تُدخل الحضارة المصرية إلى عالم الذكاء الاصطناعي: كيف استغل مارك زوكربيرج سحر الفراعنة للترويج لخدمة "فايبس" الجديدة.. منصة الفيديوهات المُولَّدة بالذكاء الاصطناعي تفتح آفاقًا جديدة للإبداع المصري والعالمي.

تم الانشاء فى 12 يونيه, 2025 • مشاهدات 47





فيبس من ميتا: كيف استخدم مارك زوكربيرج الحضارة المصرية لتسويق الذكاء الاصطناعي


فيبس من ميتا: كيف استخدم مارك زوكربيرج الحضارة المصرية لتسويق الذكاء الاصطناعي



أحدث مارك زوكربيرج، مؤسس ورئيس شركة ميتا، ضجة كبيرة بنشره مقطع فيديو مذهل على حسابه الشخصي. يظهر الفيديو فتاة ترتدي الزي الفرعوني التقليدي في مشهد يبدو وكأنه مأخوذ من قلب الحضارة المصرية القديمة. لكن المفاجأة هي أن هذا الفيديو لم يُصور بكاميرات تقليدية، بل هو نتاج خدمة جديدة أطلقتها ميتا تحمل اسم Vibes، وهي منصة ثورية تعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي لتوليد مقاطع فيديو قصيرة من مجرد نص مكتوب.



السباق التكنولوجي: فيبس ضد نانو بانانا


يأتي إطلاق "فيبس" في إطار سباق تسلح تكنولوجي محموم. حيث سعى زوكربيرج، المعروف بإعجابه بالحضارة الفرعونية، إلى توظيف سحر مصر القديمة لتسويق هذا المنتج الرقمي الجديد. هذه الخطوة تُعتبر رداً مباشراً على طرح جوجل مؤخراً لنموذجها التنافسي "نانو بانانا" (Nano Banana)، مما دفع ميتا إلى الإسراع بإطلاق نموذجها لمحاولة اللحاق بالركب والمنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي المُشبع.



ما هي خدمة Vibes الجديدة؟


تمثل منصة Vibes أحدث استراتيجية لميتا لمواجهة منصات الفيديو القصير العملاقة مثل TikTok وReels التابعة لها أصلاً. لكن الاختلاف الجذري هنا هو أن المحتوى لا يعتمد على مقاطع يصورها المستخدمون أنفسهم، بل يتم إنشاؤه بالكامل بواسطة خوارزميات ذكاء اصطناعي متطورة. ببساطة، يمكن لأي شخص كتابة وصف نصي أو فكرة (ما يُعرف بـ Prompt)، ليقوم النظام بعد ثوانٍ بتحويل هذا النص إلى فيديو قصير عالي الجودة يبدو واقعياً ومقنعاً بصرياً.


ولضمان جودة مذهلة منذ البداية، اعتمدت ميتا في المرحلة الأولى على التعاون مع نماذج ذكاء اصطناعي خارجية قوية مثل Midjourney وBlack Forest Labs، بدلاً من الاعتماد حصرياً على نماذجها الداخلية مثل LLaMA. هذا التعاون يهدف إلى إنتاج تدفق مستمر من المحتوى الإبداعي الجديد دون الحاجة إلى الجهد البشري الهائل في التصوير والمونتاج، وهو اتجاه عالمي واضح نحو أتمتة عملية الإبداع نفسها.


الخدمة متاحة حالياً بشكل تجريبي في أكثر من أربعين دولة، بما فيها الولايات المتحدة، ولكنها لم تصل رسمياً إلى مصر بعد. ومع ذلك، فإن الفيديو الدعائي الذي نشره زوكربيرج مستخدماً التراث المصري نجح في تحقيق انتشار واسع وإثارة إعجاب المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي.



إحياء التراث: الحضارة المصرية عبر عدسة الذكاء الاصطناعي


الفيديو الذي أثار الضجة يُصور امرأة في هيئة أميرة فرعونية تلتقط صورة "سيلفي" من على شرفة تطل على مشهد خلّاب يجمع بين أهرامات الجيزة ونهر النيل. هذا المزج بين رموز التراث الفرعوني العريق وعناصر التكنولوجيا الحديثة (مثل صورة السيلفي) قدم الحضارة المصرية عبر رؤية معاصرة، وكأننا ننظر إليها بعدسة القرن الحادي والعشرين.


هذا العمل، الذي تم توليده باستخدام نماذج مثل Midjourney، يسلط الضوء على الإمكانات الهائلة لخدمة Vibes في إحياء التراث الثقافي والتاريخي بأساليب بصرية مبهرة وجذابة للجماهير العالمية. وقد تفاعل المستخدمون المصريون مع الفيديو بشكل كبير، بين معجب بالطريقة البصرية الجديدة لعرض تراثهم، وبين قلق من مخاطر تحريف بعض التفاصيل التاريخية الدقيقة عندما تترك عملية "إعادة التقديم" بالكامل للخوارزميات.



تسويق الذكاء الاصطناعي: تقدير حضاري أم استغلال تجاري؟


اختيار زوكربيرج للتسويق لـ Vibes عبر فيديو عن الحضارة المصرية لم يكن عبثياً. فمصر القديمة تظل واحدة من أكثر الحضارات جذباً للانتباه على مستوى العالم، من الأهرامات إلى المعابد إلى المومياوات، وهي عناصر تثير الخيال الجمعي للإنسانية. وهذا يطرح تساؤلاً مهماً: هل هذا الاحتفاء نابع من تقدير حقيقي للتراث المصري، أم أنه مجرد استغلال ذكي للرمزية الثقافية和历史ية العميقة لترويج منتج تكنولوجي جديد؟


يرى كثيرون أن الفيديو محاولة لـ "سرقة الأضواء" باستخدام واحدة من أعظم حضارات التاريخ كخلفية لتسويق خدمة تقنية. ولكن من زاوية أخرى، يمكن النظر إلى هذه التكنولوجيا على أنها فرصة ذهبية للترويج السياحي لمصر. إذا استطاع فيديو واحد نشرته شخصية مثل زوكربيرج أن يصل إلى الملايين، فيمكن استخدام أدوات مشابهة لإنتاج كم هائل من المحتوى الجذاب الذي يروّج لمواقع مصر الأثرية وسحرها الحضاري. ومع ذلك، يحذر البعض من أن الاعتماد المفرط على هذه الفيديوهات الافتراضية قد يجعلها بديلاً للبعض عن تجربة زيارة الأماكن الحقيقية والاحتكاك المباشر بالتاريخ.



فرص وتحديات فيبس للمبدعين المصريين


تمنح منصة Vibes فرصاً غير مسبوقة للمبدعين المصريين في مجالات الفن، التصميم، وصناعة المحتوى. أصبح بإمكان أي شخص الآن أن يبتكر مقاطع فيديو تحكي قصصاً عن حياة المصريين القدماء، أو تعيد تصور الأحياء الشهيرة مثل خان الخليلي بأسلوب مستقبلي خيالي، كل ذلك دون الحاجة إلى استوديوهات تصوير أو معدات باهظة الثمن. المنصة تضع أدوات احترافية بين يدي الجميع، حتى للمبتدئين الذين لا يملكون خبرة تقنية عميقة.


لكن هذه الإمكانيات الهائلة تأتي مصحوبة بتحديات كبيرة يجب أخذها في الاعتبار:



  • الدقة التاريخية والثقافية: كيف يمكن ضمان أن المحتوى المُنشأ يحترم الحقائق التاريخية ولا يشوه التفاصيل الدقيقة للتراث المصري؟

  • مسألة الرقابة والتمثيل اللائق: هل توجد آليات كافية لمراقبة المقاطع التي قد تقدم الثقافة المصرية بصورة نمطية أو غير لائقة؟

  • الحدود بين الإبداع والتزييف: أين تقف الخط الفاصل بين استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة إبداعية وبين تحويله إلى أداة لتشويه أو تزييف التاريخ؟


هذه الأسئلة والقضايا تحتاج إلى نقاش جاد ومستمر بين المبدعين والجمهور والمتخصصين مع ازدياد انتشار هذه التقنيات وتأثيرها على تشكيل تصوراتنا عن التراث والهوية.