ذكاء اصطناعي يتنصت على المكالمات عبر الرادار من على بعد 3 أمتار

ذكاء اصطناعي يتنصت على المكالمات عبر الرادار من على بعد 3 أمتار

تم الانشاء فى 12 يونيه, 2025 • مشاهدات 6

تقنية جديدة تهدد خصوصيتك: التنصت على مكالماتك الهاتفية من بُعد 3 أمتار



في تطور مثير للقلق بشأن الخصوصية الرقمية، كشف باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية عن نظام جديد يجمع بين الذكاء الاصطناعي وتقنية الرادار، قادر على التنصت على المكالمات الهاتفية من مسافة تصل إلى 3 أمتار دون الحاجة إلى لمس الجهاز. وقد تم عرض نتائج هذه الدراسة المقلقة خلال المؤتمر الدولي ACM WiSec 2025 المتخصص في أمن الشبكات اللاسلكية.



كيف تعمل تقنية التنصت اللاسلكي الجديدة؟



يعتمد هذا الابتكار الذي أطلق عليه الباحثون اسم "Wireless-tapping" على مبدأ فيزيائي بسيط: عندما تجري مكالمة هاتفية، ينتج عن الصوت الخارج من سماعة الهاتف اهتزازات دقيقة على سطح الجهاز. تمكن الباحثون من التقاط هذه الاهتزازات باستخدام رادار يعمل بالموجات المليمترية - نفس التقنية المستخدمة في السيارات ذاتية القيادة وشبكات الجيل الخامس.



بعد التقاط الاهتزازات، قام الفريق بمعالجة البيانات باستخدام نسخة معدلة من نموذج Whisper المفتوح المصدر التابع لـ OpenAI، والمخصص للتعرف على الكلام.



نتائج صادمة ودقة مقلقة



أظهرت النتائج أن النظام استطاع إعادة بناء نصوص جزئية من المحادثات بدقة بلغت 60% عند استخدام مفردات تصل إلى 10 آلاف كلمة. ورغم أن الدقة ليست كاملة، إلا أن مستوى التفاصيل كان كافياً لاستخلاص عبارات رئيسية حساسة، مما يفتح الباب أمام إمكانية استخدام هذه التقنية لأغراض تجسسية.



تقنية ذكية لتبسيط التدريب



اعتمد الباحثون على تقنية متطورة تسمى Low-rank adaptation، والتي تتطلب تعديل حوالي 1% فقط من معلمات النموذج، بدلاً من إعادة تدريبه بالكامل. هذا التطوير سمح للنموذج بفهم بيانات الرادار "المشوشة" التي تختلف جذرياً عن التسجيلات الصوتية التقليدية.



تهديد حقيقي للخصوصية في المستقبل



أكد الباحثون أن هذه التقنية طُورت لأغراض أكاديمية بحتة وليست أداة تجسس جاهزة للاستخدام. ومع ذلك، حذروا من أن تصغير حجم شرائح الرادار مع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يمكن من دمجها في أدوات صغيرة مثل الأقلام أو أجهزة المنازل الذكية، مما يحول التنصت اللاسلكي إلى تهديد حقيقي وخفي في المستقبل القريب.



هذا التطور التكنولوجي يثير تساؤلات مهمة حول حدود الخصوصية في العصر الرقمي، ويؤكد الحاجة الماسة إلى تطوير آليات حماية أكثر تطوراً للحفاظ على أمن وخصوصية الاتصالات الشخصية.