البابا يدين الأخبار المضللة ويحذر من استبدال الصحفيين بالذكاء الاصطناعي

البابا يدين الأخبار المضللة ويحذر من استبدال الصحفيين بالذكاء الاصطناعي

تم الانشاء فى 12 يونيه, 2025 • مشاهدات 24








البابا ليو الرابع عشر يحذر: الذكاء الاصطناعي يدفن الحقيقة تحت رمال الأخبار المضللة



تحذير بابوي صارخ من مخاطر التضليل الرقمي


وجّه البابا ليو الرابع عشر تحذيراً شديد اللهجة من المخاطر المحدقة بالحقيقة في عصر الذكاء الاصطناعي، معرباً عن قلقه من أن الاستخدام غير المنضبط لهذه التقنية في وسائل الإعلام قد يطمس الحقيقة تحت وابل من المعلومات الزائفة والأخبار المضللة. ووصف البابا هذا التوجه بأنه يغذي "فن الكذب القديم" ويحول الخطاب العام إلى ما أسماه بوضوح "رمال متحركة من التقريب وما بعد الحقيقة".



نداء للصحفيين ليكونوا سداً منيعاً ضد التضليل


في خطابه الموجه للإعلاميين بالفاتيكان، حث البابا ليو الصحفيين على أن يكونوا "حائط صد منيع" ضد التضليل والتلاعب في العصر الرقمي. وتساءل: "الذكاء الاصطناعي يغير طريقة تلقينا للمعلومات وتواصلنا، لكن من يوجهه ولأي غرض؟"



مسؤولية الصحافة في عصر الخوارزميات


أكد البابا، الذي يُعد من أكثر الشخصيات الدينية جرأة في التصدي للآثار الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، أن الصحفيين يتحملون مسؤولية فريدة في الحفاظ على الثقة العامة في زمن تهيمن عليه الخوارزميات ومقاييس التفاعل. وحذر وسائل الإعلام من السعي وراء زيادة عدد المشاهدات على حساب الحقيقة والدقة.



الصحافة الأصيلة: ترياق ضد المعلومات الزائفة


أعلن البابا ليو أن الصحافة الدقيقة والأصيلة تظل "الترياق الناجع" لانتشار المعلومات الزائفة. وأضاف أن العالم "بحاجة ماسة إلى معلومات حرة ودقيقة وموضوعية"، مشيداً بالعمل "المضني والدقيق" الذي يبذله الصحفيون ذوو المصداقية. وأشار إلى أن التزامهم المهني قد يشكل حاجزاً أمام من "يسعون، من خلال فن الكذب القديم، إلى خلق الانقسامات بهدف الحكم بالتفرقة".



استحضار حنة أرندت وتحذير من التضليل الحديث


في منعطف تأملي عميق، استشهد البابا بالفيلسوفة السياسية الألمانية حنة أرندت، مذكراً بحجتها التي ترى أن المواطن المثالي في ظل الأنظمة الشمولية ليس المؤمن المتحمس، بل "أولئك الذين فقدوا القدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال، والصحيح والباطل". وأوضح البابا أن هذا الخلط بين الحقيقة والزيف هو بالضبط ما تسعى حملات التضليل الحديثة - وخاصة تلك المدعومة بالذكاء الاصطناعي - إلى استغلاله.



بين القلق والأمل: الصحافة كبوصلة أخلاقية


جمعت تصريحات البابا بين نبرة القلق والأمل، حيث شجع الصحافة على أن تكون "البوصلة الأخلاقية" في المشهد الرقمي الذي يكتنفه الضباب بسبب الأصوات الاصطناعية والروايات الملفقة.



استمرارية الرؤية البابوية للتحديات التكنولوجية


تتناغم رسالة البابا ليو مع المحور الرئيسي لحبريته: استكشاف كيفية إعادة التكنولوجيا تشكيل العلاقات الإنسانية والمسؤوليات الأخلاقية. ففي مايو الماضي، حذر البابا الصحفيين بالمثل من "التحامل والاستياء والتعصب، بل والكراهية" في تغطيتهم الإعلامية، داعياً إياهم إلى التحلي بالتعاطف والإنصاف.



اختيار الاسم: إرث يتجدد لمواجهة ثورة صناعية جديدة


ربط البابا هويته البابوية بهذه اللحظة التاريخية الفارقة، موضحاً أن اختياره اسم ليو جاء تكريماً جزئياً للبابا ليو الثالث عشر، الذي كتب عام 1891 وثيقة "ريروم نوفاروم" ("الأشياء الجديدة") التي تناولت الاضطرابات الاجتماعية الناجمة عن الثورة الصناعية. وأضاف البابا الحالي: "كما استجاب البابا ليو الثالث عشر للثورة الصناعية الكبرى الأولى، تقدم الكنيسة اليوم تعاليمها الاجتماعية استجابة لثورة صناعية أخرى، ثورة يشكلها الذكاء الاصطناعي".



تأمل فلسفي وصيحة إنذار في آن واحد


مثّل خطاب البابا ليو الرابع عشر تأملاً فلسفياً عميقاً وصيحة إنذار في الوقت نفسه. حث فيه الصحافة على استعادة سلطتها الأخلاقية وسط فوضى الإنترنت الخوارزمية، والوقوف بحزم في وجه التضليل المتخفّي في ثوب الحقيقة. واختتم قائلاً: "بعملكم الصبور والدقيق، يمكنكم أن تكونوا حصناً منيعاً ضد رمال التقريب المتحركة وما بعد الحقيقة"، مذكراً بأنه بينما قد تكتب الآلات الآن عناوين الصحف وتصوغ الآراء، يبقى الدفاع عن الحقيقة واجباً إنسانياً بامتياز.