زانيا مونيه.. أول مغنية ذكاء اصطناعي تتفوق على البشر وتوقع عقدًا بملايين الدولارات

زانيا مونيه.. أول مغنية ذكاء اصطناعي تتفوق على البشر وتوقع عقدًا بملايين الدولارات

تم الانشاء فى 12 يونيه, 2025 • مشاهدات 39

زانيا مونيه: نجمة موسيقية افتراضية تقلب موازين صناعة الموسيقى



شهدت صناعة الموسيقى في الأشهر الأخيرة ظاهرة استثنائية تثير الدهشة، حيث استطاعت مغنية آر آند بي افتراضية تدعى زانيا مونيه تحقيق أكثر من 17 مليون استماع خلال شهرين فقط، كما وقعت عقدًا قياسيًا بقيمة 3 ملايين دولار، وصعدت أغنيتها إلى قوائم بيلبورد الموسيقية المرموقة. الغريب في الأمر أن هذه الفنانة ليست إنسانًا من لحم ودم، بل هي نتاج تعاون مذهل بين الخيال البشري وخوارزميات الذكاء الاصطناعي.



قصة نجاح فنانة غير حقيقية


تعود فكرة زانيا مونيه إلى تالِيشا جونز، مصممة وشاعرة أمريكية تبلغ من العمر 31 عامًا من ولاية ميسيسيبي. استخدمت جونز منصة الذكاء الاصطناعي المتخصصة في الموسيقى "Suno" لتحويل كلماتها الشعرية إلى أغانٍ كاملة بإنتاج موسيقي متكامل، في خطوة تجمع بين الإبداع البشري والتقنية الحديثة.



إنجازات موسيقية تتحدى الواقع


حققت أغنية مونيه الشهيرة "How Was I Supposed to Know?" مركزًا متقدمًا في التصنيفات الموسيقية، حيث احتلت المركز العاشر في تصنيف مبيعات الأغاني الرقمية لفئة الآر آند بي، والمركز 22 على قائمة المبيعات العامة، محققة أرباحًا تقدر بنحو 52 ألف دولار حتى الآن. كما تجاوزت أغنيتها الأخرى "I Ask For So Little" حاجز 1.5 مليون استماع، بينما حقق ألبومها المصغر إجمالي 12 ألف وحدة استهلاكية موسيقية.



من الهواية إلى الاحتراف بملايين الدولارات


تحول المشروع الفني التجريبي لتالِيشا جونز إلى صفقة مليونية مع شركة الإنتاج المستقلة Hallwood Media، التي يرأسها التنفيذي الشهير نيل جاكوبسون. جاءت هذه الصفقة البالغة 3 ملايين دولار بعد منافسة شرسة بين عدة شركات إنتاج سعت إلى توقيع أول فنانة افتراضية من نوعها.



تحديات قانونية وأخلاقية في عصر الذكاء الاصطناعي


يطرح هذا النجاح غير المسبوق أسئلة قانونية وأخلاقية معقدة، حيث لا يزال القانون الأمريكي يشترط وجود "عنصر بشري" في الأعمال الفنية للحصول على حماية حقوق الطبع والنشر. أما الأغاني المنتجة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، فتوضع في منطقة رمادية قانونية تثير الكثير من الجدل.



منصات الموسيقى والذكاء الاصطناعي: علاقة معقدة


لم تضع منصات الموسيقى الكبرى مثل Spotify وApple Music سياسات واضحة بعد بشأن الأغاني التي ينشئها الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها تُعامل حاليًا كالأغاني التقليدية من حيث الأرباح والعرض. لكن هذا الوضع قد يتغير قريبًا في ظل الدعاوى القضائية المرفوعة ضد منصات مثل Suno وUdio، بتهمة تدريب خوارزمياتها على مواد موسيقية محمية بحقوق ملكية دون إذن مسبق.



موجة الفنانين الافتراضيين تكتسح العالم


يشهد العالم ظهور جيل جديد من الفنانين الافتراضيين، مثل "Vinih Pray" الذي تصدرت أغنيته "A Million Colors" قائمة TikTok Viral 50، و"الفرقة الافتراضية The Velvet Sundown" التي تقترب من تحقيق مليون استماع، مما يؤكد أن هذه الظاهرة ليست عابرة بل تمثل تحولاً جذريًا في صناعة الموسيقى.



مستقبل الموسيقى بين البشر والذكاء الاصطناعي


يرى المحللون أن الذكاء الاصطناعي قد يمثل أكبر تحول في صناعة الموسيقى منذ ظهور خدمات البث قبل عقدين من الزمن. بينما يدعو البعض إلى خفض نسب العوائد للأعمال المنتجة بالذكاء الاصطناعي، يحذر آخرون من تهميش المبدعين البشر. لكن نجاح زانيا مونيه يؤكد حقيقة واحدة: الجمهور يستمع ويُعجب بالموسيقى الجيدة، بغض النظر عن مصدرها البشري أو التقني.



نهاية عصر الموسيقى التقليدية؟


بينما يستمر الجدل حول العدالة والحقوق في عصر الذكاء الاصطناعي، أثبتت تالِيشا جونز أن فنانة غير موجودة يمكنها منافسة نجوم الصف الأول في الصناعة. ربما يكون هذا هو الوجه الجديد للموسيقى: عالم تتداخل فيه الخيالات البشرية مع الخوارزميات الذكية، لخلق أصوات جديدة تغير قواعد اللعبة إلى الأبد.