الذكاء الاصطناعي يحول Google Cloud من مشروع خاسر إلى أسرع القطاعات نموًا

تم الانشاء فى 12 يونيه, 2025 • مشاهدات 10

جوجل كلاود: من الخسارة إلى قاطرة النمو في عصر الذكاء الاصطناعي

تحول استراتيجي يقوده الذكاء الاصطناعي

شهدت جوجل كلاود تحولاً جذرياً من كونها وحدة خاسرة ضمن مجموعة ألفابت إلى واحدة من أسرع قطاعات الشركة نمواً. جاء هذا التحول مدفوعاً بموجة الاستثمارات الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المتطورة التي تشمل مراكز البيانات والرقائق الإلكترونية المتخصصة ومعدات الشبكات.

أرقام نمو مذهلة في الربع الثالث

أعلنت الشركة خلال الربع الثالث من العام الجاري تجاوز إيرادات جوجل كلاود حاجز 15 مليار دولار، مسجلة نمواً سنوياً ملحوظاً بلغ 34%. ويعزى هذا الأداء القوي إلى الطلب المتصاعد على خدمات البنية التحتية السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها نموذج جيميني الذكي.

منافسة محتدمة على مركز الصدارة

أصبحت جوجل كلاود اليوم تتنافس مع يوتيوب على المرتبة الثانية بين مصادر دخل ألفابت، بعد إيرادات الإعلانات عبر محرك البحث. وأكد سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي للشركة، أن "جوجل كلاود تمثل إحدى أهم أولويات ألفابت في المرحلة الحالية، ومن المتوقع أن تلعب دوراً أكثر حيوية في مستقبل الشركة".

قصة نجاح بقيادة توماس كوريان

يُعزى جزء كبير من هذا النجاح إلى توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لقسم الحوسبة السحابية في جوجل، الذي انتقل من شركة أوراكل في 2018 ليقود عملية إعادة هيكلة شاملة للقطاع. وتشير بيانات سينيرجي ريسيرش جروب إلى ارتفاع الحصة السوقية لجوجل كلاود من 7% في 2018 إلى 13% في 2025، مما يعكس نجاح الاستراتيجية الجديدة.

رحلة متعددة المراحل نحو النجاح

منذ تولي بيتشاي قيادة الشركة في 2019، راهن على يوتيوب وجوجل كلاود كقاطريتين رئيسيتين لتنويع إيرادات ألفابت بعيداً عن الإعلانات. بينما حقق يوتيوب نجاحاً كبيراً ليصبح المنصة العالمية الرائدة للفيديو، واجهت جوجل كلاود سنوات من الخسائر بين 2018 و2022 بسبب الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، قبل أن تحقق أول أرباحها في 2023.

الذكاء الاصطناعي: فرصة للانطلاق نحو المنافسة

مع تصاعد موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي، ترى ألفابت فرصة حقيقية لسد الفجوة مع منافسيها الرئيسيين مايكروسوفت وأمازون، اللتين تستأثران بنسبة 20% و30% من سوق الخدمات السحابية على التوالي.

استثمارات طموحة وأرباح واعدة

لم يكن هذا النجاح بلا ثمن، حيث فاجأت الشركة وول ستريت مرتين هذا العام بإعلانات عن ارتفاع غير متوقع في الإنفاق الرأسمالي، نتيجة للتسارع في بناء البنية التحتية لمواكبة الطلب الهائل على الخدمات السحابية.

رؤية الخبراء لمستقبل القطاع

يرى ديف مكارثي، مدير أبحاث قطاع السحابة في آي دي سي، أن "هذا هو الوقت الذي كانت جوجل كلاود تنتظره منذ سنوات، حيث أصبح مستقبل ألفابت يُقاس الآن بمدى إمكانيات جوجل كلاود وقدرتها على النمو".

أسرار التحول الاستراتيجي

كشف عدد من كبار مسؤولي ألفابت أن سر التحول يكمن في تغيير الثقافة الداخلية نحو التركيز على العميل، وإعادة صياغة العلاقات مع المنافسين، مع زيادة الاهتمام بالربحية والاستدامة المالية. هذه الاستراتيجية هي التي حولت جوجل كلاود من متأخر في السباق إلى أحد أهم محركات النمو في عالم التكنولوجيا.